أبو تريكة بين الأخلاق والإرهاب


بقلم – أحمد سعيد 


لا يختلف اثنان على مهارة أبو تريكة الكروية، وما أحرزه من إنجازات فوق العشب الأخضر، كما لا يختلف اثنان على أنه خلوقا سواء عندما كان لاعبا أو بعدما اعتزل، فهو ذلك اللاعب الذي تبنى العديد من المواقف والقضايا؛ الأمر الذي أكسبه احترام الكثيرين؛ وبات لاعبا مشهورا على الساحتين المحلية والدولية، بل حتى بين أوساط غير الكرويين ومن لا يشاهدون المباريات !.


مواقف أبو تريكة لم تنتهي بعد؛ فمؤخرا أطلق تصريحات حادة يهاجم فيها الترويج للشواذ والمثليين، وانتقد رابطة الدوري الإنجليزي التي خصصت جولتين لدعم الشواذ والترويج لهم، وطالب أبو تريكة اللاعبين المسلمين في بلاد الإنجليز بعدم المشاركة في هاتين الجولتين، كما طالب قنوات بي إن سبورت بعدم إذاعة الجولتين كذلك.


تصريحات أبو تريكة حظيت بردود فعل واسعة، سواء على الصعيد العربي أو على الصعيد العالمي، ووصل صدى الأمر إلى بلاد الإنجليز أنفسهم، وهو ما يكشف مدى تأثير اللاعب وتأثير مواقفه، حتى أن موقع التدوينات الصغيرة "تويتر" عج بآلاف  التغريدات الداعمة لأبو تريكة والمؤيدة له.


 لكن الغريب في الأمر أن البعض انتقد موقف أبو تريكه بدعوى أنه تحدث فيما لا يعنيه، وأن حديث اللاعب لم يكن سوى شو إعلامي بهدف "الحصول على اللقطة" هكذا قالوا وهكذا فسروا قول الرجل، بينما توقف آخرون عن دعم الرجل أو موقفه خوفا من أن يقال أنهم دعموا إرهابيا مدرج على قوائم الإرهاب في بلده.


والحقيقة أن أبو تريكة مدرج فعليا على قوائم الإرهاب، وهذا لم يحدث في قضية واحدة بل في قضيتن، الأولى كانت في يناير 2017، وكان الحكم فيها إدراج اللاعب على قوائم الإرهاب لمدة 3 سنوات تنتهي في 2020م، أما القضية الثانية فكانت في إبريل 2018 وإدراجه على تلك القوائم لمدة 5 سنوات تنتهي في 2023م.


قد يكون منطقيا أن تتوقف عن دعم شخصا متهما بالإرهاب أو مدرج على قوائمه، لاسيما أن لعبة السياسة لا ترحم أحدا، والدليل أبو تريكة نفسه، لكن من غير المنطقي أن تتوقف عن دعم قضية أخلاقية بل ودينية في المقام الأول، إذ يمكنك أن تتبنى أنت القضية بمفاهيمك الخاصة وبتحركاتك الخاصة بعيدا عن صاحب الحملة وعن توجهاته.




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-