ما هو الخواف الاجتماعي وأبعاده النفسية | بقلم د. أسامه الجامع

ما هو الخواف الاجتماعي ، هو اضطراب نفسي يعرف بإسم اضطراب القلق الاجتماعي أو اضطراب الرهابالاجتماعي ، وهو عبارة عن شعور داخلي تجاه الآخرين، حيث يعتقد الشخص أنه عند القيام بفعل شيئا ما سيتعرض للنقد أو السخرية أو الإحراج من قبل الآخرين.
ما هو الخواف الاجتماعي

اضطراب القلق الاجتماعي

كما أوضحنا سابقنا فإن الخواف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي هو اضطراب نفسي بالغ الحساسية، وتصاب به أغلب المجتمعات إن لم يكن جميعها، لكن النسب متفاوته من بين البلدان والمجتمعات، وبحسب بعض الدراسات فإن نسبة الرهاب الاجتماعي تزداد في دول الشرق الأوسط والدول النامية.

تعريف الرهاب الاجتماعي

المعالج النفسي د. أسامه الجامع تحدث عن الرهاب الاجتماعي أو اضطراب القلق الاجتماعي، لكنه ذكره تحت مصلطلح الخواف الاجتماعي ؛ لذلك سوف نعتمد هذا المصطلح في باقي المقال، وإليكم نص ما كتبه د. أسامه الجامع :

ما هو الخواف الاجتماعي وأبعاده النفسية


سأتحدث في عدة تغريدات عن الخواف الاجتماعي أو الرهاب الاجتماعي، ماهو، وكيف يفكر صاحبه، ولماذا يصيب بعض الناس دون آخرين.
منشور بالنت أن نسبة الإصابة بالخواف الاجتماعي في المجتمع الأمريكي هي 13% لكن في الحقيقة الإصابة في مجتمعنا أعلى من ذلك بكثير.
لا توجد هناك إحصائية لنسبة الإصابة بمجتمعنا لكن لا أبالغ إذا قلت أنها تصل لنسبة 30%، وهي نصف الحالات التي استقبلها بالعيادة.
الخواف الاجتماعي شعور بالغ الحساسية تجاه الآخرين يتسم باعتقاد صاحبه أن سيفعل شيئا سخيفا ومحرجا، وأنه عليه تجنب نظرات الآخرين، وأن عليه ألا يخطئ.

تعريف الخواف الاجتماعي



عادة من يصابون بالخواف الاجتماعي لديهم حساسية تجاه النقد، وعادة يخطر في بالهم، "ماذا سيقولون عني لو أخطأت أو ظهرت بصورة سخيفة"، فيمتنع عن الإقدام.
من أهم أعراض من لديه خواف اجتماعي اتباعه للسلوك التجنبي والانسحاب الاجتماعي، فيمتنع عن حضور الاجتماعات الأسرية مثلا لكيلا يحتك بالآخرين.
دائما يخاف أن يخطئ أو أن يفعل شيئا مضحكا، أو أن يظهر بصورة محرجة، ولو سألته لعدها كارثة، لأنه يريد أن يظهر بأفضل صورة.
"لا أريد أن يرى الناس عيوبي فأتجنبهم" / "لا أريد أن ينتقدني أحد فأهرب للجهة الأخرى" تلك كلمات من يأتيني للعيادة، وهو نمط مكرر دائما أسمعه.
من لديه خواف اجتماعي لديه مشكلة في إقامة علاقات اجتماعية مع الآخرين، أو الحديث بطلاقة، أو القيادة، أو حتى التعرف على شريك الحياة.

علامات و أعراض الخواف الاجتماعي ومضاعفاته

الخواف الاجتماعي درجات، هناك من يتوتر فقط إذا أدار اجتماعا أو وقف أمام الناس، وهناك أسوأ مثل من لا يخرج من بيته بسبب عدم قدرته على الاختلاط بالناس والازدحام بهم.
يظن من يأتيني للعيادة أنه مصاب بداء لا يمكن الشفاء منه، الذي لا يعرفه أن ما به هو شيء طبيعي، كل إنسان منا لديه خواف اجتماعي، المشكلة ليست بوجوده بل بالشدة.
من يأتيني بالعيادة ولديه خواف اجتماعي لا يكون هدفي إزالة هذا الخواف منه فهذا غير صحيح، بل هدفي التقليل منه لدرجة يستطيع هو التحكم فيه والسيطرة على نفسه.
تزداد المشكلة سوءا عند المصاب، عندما يصل لمرحلة أنه يخاف أنه سوف يخاف، فيمتنع عن فعل أشياء كان يفعلها سابقا، ويقل لديه التركيز، ويشعر أن عقله فارغ.
مشكلة المصاب بالخواف الاجتماعي تركيزه على ما يظن عقله أنه سوف يحدث وليس على ما سيحدث فعلا، فيضع ظنون زائفة لا أساس لها من الصحة فتفسد عليه يومه.

أسباب الخواف الاجتماعي

مشكلة المصاب بالخواف أنه يبني تصرفاته على ما يظن أن الناس يعتقدون عنه وليس ما يعتقدونه بالفعل، ولو سألهم لعرف لكنه لا يفعل.
المصابون بالخواف الاجتماعي له علاقة بالطريقة التي تربوا عليها، القمع والخجل الشديد، وعدم اعتيادهم على التعبير بالرأي، كل ذلك الضغط يشكل تلك المشكلة.
هناك أيضا استعداد وراثي للمشكلة لأن هناك من يتعرض لضغوط قمعية اجتماعية شديدة ولا يصاب بالخواف الاجتماعي لعدم استعداده وراثيا.
إذا كنت مصابا بالخواف الاجتماعي، اطلب المساعدة، تكلم مع مختص نفسي مؤهل، اذهب لعيادة نفسي، اتجه للعلاج السلوكي، افعل شيئا ولا تترك نفسك.
لمن أراد المزيد من القراءة المحترفة عن هذا الموضوع اليكم كتاب Overcoming Social Anxiety للاستشارية النفسية Gillian Butler .




حجم الخط
+
16
-
تباعد السطور
+
2
-