غياب الأب عن الأسرة له عواقب عدة على الأبناء وعلى الأسرة ككل؛ ولا تتوقف تلك العواقب عند الأضرار المادية أو الاجتماعية التي تصيب الأسرة، بل إن الأمر يمتد ليطال الصحة النفسية للأبناء ولأفراد الأسرة.
أثر غياب الأب عن الأسرة
وغياب الأب له أوجه مختلفة، فغياب الأب لا يكون بفقدان أو موت الأب، بل قد يكون ذلك الغياب نتيجة للطلاق أو السفر، كما أن غياب الأب قد يكون عبارة عن غياب الدور الأبوي، فالأب يكون موجودا بجسده لكنه لا يمارس دورا ولا يقدم عملا أو نصيحة أو المهام المنوطة به، وكل هذه العوامل تجتمع لتزيد من أثر غياب الأب عن الأسرة .
غياب الأب عن الأسرة وتأثيره على الأبناء
الدكتور أسامه الجامع المعالج النفسي، تحدث عن أثر غياب الأب عن الأسرة وذكر في 14 نقطة الأبعاد والأثار الناتجه عن غياب الأب عن الأسرة وفقدان دور الأب، وإليكم نص ما كتبه الدكتور أسامه الجامع :
أثر فقد الأب على حياة الأسرة
بقلم | د. أسامه الجامع
إقرأ أيضا ||سأتحدث عن موضوع مهم وهو "أثر فقد الأب على حياة الأسرة" وما يترتب عليه من آثار نفسية واجتماعية على الأبناء.
- عندما أقول فقد الأب، قد يكون موت، هجران، طلاق، أو حتى غياب دور الأب في حياة الأبناء وإن كان موجودا كجسد داخل الأسرة.
- بحوث عديدة تربط بين غياب الأب والآثار النفسية والاجتماعية المدمرة لحياة الأسرة، البحوث تركز على غياب الأب أكثر من غياب الأم.
- من الممكن أن يكون هناك طلاق بين الزوجين إلا أنه لا يزال للأب دوره الفعال في حياة الأبناء، الآثار السلبية هنا تكون أقل.
- وجدت الدراسات أن غياب الأب عن الأسرة يؤدي إلى عدم تأقلم الأبناء مع المجتمع وحدوث مشاكل في الصداقات والعلاقات الاجتماعية.
- وجدت الدراسة وجود علاقة بين غياب الأب وارتباطه بنمو المخاوف عند الأبناء ومشاكل سلوكية وعاطفية وازدياد القلق وغياب السعادة.
- وجدت الدراسة علاقة بين غياب الأب وضعف التحصيل الدراسي، وترك الدراسة في سن مبكرة، وأن 85% من جرائم الجنح لديهم غياب للأب.
- تتأثر الفتيات بفقد الأب، وتصبح عاطفيا غير مستقرة، وتكون أكثر عرضة للاستغلال الجنسي والعاطفي من قبل الرجال.
- وجدت الدراسة أن 90% من هروب القصّر عن المنزل من أسر يغيب عنهم الأب، والأطفال معرضين 40 ضعف للتحرش الجنسي عن الطبيعي.
- أربعة من كل ستة أسر يغيب عنهم الأب تتكون لديهم مشاكل في الصحة النفسية "قلق، اكتئاب، مخاوف...الخ"، ومشاكل سلوكية مثل الخمور والمخدرات.
- هناك علاقة بين غياب الأب، ومآل أو مصير الأبناء وتشكل شخصيتهم في الكبر ومستقبلهم، وحدوث مشاكل في الزواج، وتعثر حياتهم.
- الأطفال الذين لديهم والدين منسجمين، أكثر استقرارا نفسيا ودراسيا، وأكثر قابلية لتحقيق صورة لمستقبل جيد، وسلوك منسجم مع المجتمع.
- الأطفال الذين لديهم أب فعال في حياتهم، أكثر قدرة على تحمل الضغوط، وامتلاك مهارات حل المشكلات، ولديهم نضج عاطفي.
- وجود الأم مهم للنمو النفسي والعاطفي، إلا أن وجود الأب مهم للاستقرار الاجتماعي ويمنع المشكلات السلوكية خاصة المراهقين.
- وأغلب مشكلات المراهقين التي تأتيني في العيادة هي لأسر يغيب عنها وجود الأب أو يغيب عنها دور الأب الفعال "أب اتكالي".